(88) علم الفولكلور والأدب الشعبي ذوق ساذج متخلف وسطحية تلائم البدائيين والجهال
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
هناك فئة من الناس تخصَّصت في علم الانحراف بثقافة المجتمع من داخله - عمدًا أو جهلاً - وتُلبس هذا الانحراف ثوبًا جذَّابًا خدَّاعًا حبيبًا إلى قلوب الناس، وهو "الشعبية"، فدعوا إلى "الفنون الشعبية" و"الآداب الشعبية"، أو ما يسمونه "الفولكلور" - على حدِّ تعبير الدكتور "محمد محمد حسين" - ويمكن إيجاز منظور الدكتور "محمد محمد حسين" في هذه القضية على النحو التالي:

1- في تعريف الفولكلور:
وضع الدكتور "محمد محمد حسين" تعريفًا جاء فيه: "الفولكلور Folklore اصطلاح ظهر في أوربا للمرة الأولى في منتصف القرن الميلادي الماضي؛ ليدل على الدراسات التي تتَّصل بعادات الشعوب وتقاليدهم وطقوسهم وأساطيرهم، ومعتقداتهم وفنونهم، وما يجرى على ألسنتهم من أغانٍ وأمثال، أو شتائم وأهازيج، يدرس ذلك كله دراسة تاريخية من خلال الآثار والعادات، وتستقصي مظاهره الباقية في الجماعات البشرية المعاصرة.

وقد انصرفت هذه الدراسة في أكثر الأحيان - ولا سيما في نشأتها الأولى - إلى المجتمعات المتخلفة وإلى المستعمرات؛ بقصد التعمُّق في تحليل نفوس أصحابها، وإدراك دوافعها ونوازعها، وفهم ما ينزع عواطفها وتفكيرها من منطق؛ بغية الوصول إلى أمثل الطرق وأحذق الخُطَط؛ للتمكُّن منهم واستغلالهم واستدامة عبوديتهم، وقد استُغِلَّت بعد ذلك في تدعيم بعض المذاهب والاتجاهات، ولقيت عناية خاصَّة في ظل الشيوعية"؛ (محمد محمد حسين، "الإسلام والحضارة الغربية" 270- 283).

ويدخل تحت مصطلح الفولكلور - بغضِّ النظر عن فذلكات الباحثين في تحديد ارتباطه بعلوم الأنثروبولوجيا والإثنولوجيا، وبغضِّ النظر كذلك عن تمييزهم لمصطلحات أخرى مرتبطة بعلم الفولكلور؛ مثل: التراث الشعبي، والتراث الشفاهي، والفنون الشعبية - يدخل تحته العديدُ من العناصر التي أدخلها أبرز الغربيين في هذا المجال مثل "جوناس باليز" و"مامي هورمون" و"أرميني فوجلين" و"ماك ليش" و"سميث تومسون&...